السبت، ٩ يونيو ٢٠٠٧

{نحن} و{الغرب} بين ختان وانعتاق الذات




مدخل:

تم تناول موضوع الختان بشكل مسهب خاصة فى الاوئنة الاخيرة ومادعانى لتناول هذا الموضوع بزواية مغايرة ليس استمرار هذه العادة الذميمة فقط بل ماتتعرض له شريحة النساء المختونات فى دول المهجر من تشريح نفسى يعادل فى قسوته الختان نفسه هذا لاينفى جدية بعض البرامج التعليمية والتوعوية التى تقوم بها بعض المنظمات فى هذا الشأن سوى داخل السودان او فى بلاد المهجر.
كثيرا مايتم تناول هذا الموضوع بعيدا عن ابعاده الاقتصادية والسياسية اذ لايمكن القضاء على هذه العادة الضارة بانسانيتنا كنساء ورجال الا بمراعاة الوضع الذى تعيشه المرأة وتحليلة علميا وبافق يسع رؤية هولاء النساء والتعامل معهن بندية، إذ ان المنظمات العاملة فى هذا المجال يمكنها تعلم الكثير من هؤلاء النسوة وتغيير خططهن وفقا لنتائج دراسة واقع النساء فى بلد لا تراعى فيه ابسط الحقوق من مجانية التعليم والمياه النظيفه وتوزيع الثروة بصورة عادلة تشمل الريف والحضر وتركز على المناطق الاكثر تهميشا والتى عانت ويلات الحرب والجوع.
كثيرا مايتم اغفال عوامل اساسية مثل الخلفية الثقافية ، التعليم، الوعى الصحى، العمل، مستوى الدخل واندماج المرأة فى قضايا المجتمع وانخراطها فى المجتمع المدنى فبمراعاة هذه العوامل قد يتم التسريع بقضاء هذه العادة
الختان فى بعده الاجتماعى والثقافى لايعنى سوى دونية الانسانية فلايمكن ان تكون الانسانسة سوية اذ ان نصفها يعامل بدونية. الهدف من الختان هو محاولة لترويض المرأة روحا وجسدا لتظل خاضعة لقيم بالية نساء تختن روحهن يوميا بمحاصرة الحياة القاسية واللهث وراء تأمين لقمة العيش، لاجل التعليم والصحة والحياة الآمنه.
لابد من مراعاة ان النساء هن من اكثر المدافعات عن هذه العاده وذلك بوعى او بدون وعى فالمرأة هى التى تقوم بهذه العملية وتعد لها العدة وهذا مرده الى الدونية الاجتماعية التى تعيشها المرأة وتظل تدافع عن هذه العاده، فالخوف من العزل من المحيط الاجتماعى الذى تعيش فيه اضافة الى تعلقها اقتصاديا بالزوج يجعلها اكثر حرصا للدفاع عن الختان وممارسته سوى لبناتها او قريباتها او اعادته فيما يسمى بالرتق. هذه الخلفيات مهمة جدا لانها مسرح لاحداث التغيير التى تنشده المنظمات.

{الغرب} والويات القضايا:

المقصود بالغرب هنا دول اروبا التى تعاملت مع هذا الموضوع بشكل مباشر وأغليها تقع فى دول الوحدة الاوربية، ساركز على بعض الملاحظات والمعايشات بقرض تفكيكها وتحليلها من واقع تجربتى فى العمل العام سوى بالسودان او النمسا، بالتركيز على تجربتى فى تدريس مادة { قضايا الصحة الانجابية لدى النساء: مقارنات عالمية} حيث كتبت قرابة الستين ورقة علمية قمت بالاشراف عليها من طلية وطالبات اروبيات يدرسون بجامعة فيينا، كذلك تجربتى فى التدريس لذات الماده بالتركيز على المرأة الافريقية والنساء المسلمات بمدرسة القابلات بفيينا حيث قمت بتدريس هذه المادة مرتين للقابلات العاملات فى النمسا وكانت تجربة ثرة افادتنى كثيرا وفتقت فى ذهنى كثيرا من القضايا البحثية التى ينبغى تناولها بوجهات نظر مختلفة اذ نى لا اؤمن بحيادية العلم، فالمناهج الاكاديمية تختلف وفقا للكاتب والكاتبة فرؤية باحثة هندية مثل نائلة كبير يختلف عن تناول باحثة المانية كماريا ميز وذلك وفقا للموقف والدافع الشخصى للقضايا المختلفة.
استفدت كثيرا من تجربة انخراطى فى العمل العام فى النمسا منذ حضورى لها فى عام 1993 وقد اتاح لى التعامل مع منظمات المجتمع المدنى آفاق مختلفة افادتنى فى فهم جزء من العقلية الاوربية وتصحيح كثير من الصور سوى كانت سلبية او ايجابية والتى كانت فى الغالب مبنية على التنميط.
مراقبة واقعى الجديد بعين فاحصة وناقدة وعكس ذلك فى تقييم تجاربنا فى السودان اتاح لى ان اقرأ ذاتى فى اطار الذات الانسانية بشكل مختلف وان اغوص فى التحاور عميقا معها
تم تناول هذا الموضوع أى الختان بشكل مسهب طغى الى حد كبير على قضايا اخرى واساسية لايمكن فصلها عن محاربة هذه العادة سوى فى بلادنا الافريقية او فى بلاد المهجر. هنا ارى بالضرورة تسليط الضوء على تجارب مختلفة فى هذا المجال عايشتها عن قرب وخضت فيها سجالات عديدة على المستوى النظرى والعملى وهذا اتاح لى فرصة معرفة الآخر الى حد ما وتعريف {ذاتنا} كما نراها له . { نحن} و { الآخر} هو الافق الذى يبحر فيه تحليلى من منظور سياسى لهذا الموضوع.
بدأت ملاحظاتى تكتسب أهميتها بعد عدة تجارب خلصت منها ان هنالك كثيرا من التنميط الايجابى تجاه مضامين عديدة مثل التضامن بين النساء لمجرد بان نوعنا واحدا وكانت اول مواجهة لى مع الذات واحساسى بالتشريح حول جسد النساء الافريقيات يتم بطريقة غير علمية ويغفل فيها كثيرا الطينة التى كونت هذا الجسد وابعاده السياسية والثقافة التى خلفه. هل موضوع الختان من الاولويات؟ لاشك فى ذلك ولكن لا استطيع ان أعالجها دون بعدها الاقتصادى والسياسى.

كانت اول تجاربى فى كلية طب المجتمع بجامعة فيينا حيث قدمت محاضرة بدعوة من بروفسيره نمساوية وذلك فى عام 1994، كنت سعيدة بان قضايانا تجد الاهتمام وان التضامن بين النساء حقيقة ملموسة، كان هذا قبل ان الاحظ بان التعامل وتناول هذا الموضوع يعكس الهلع فى عيون الكثيرات والشفقة والعطف فى عيون البعض، الهلع من وحوش يعيشون فى افريقيا اغلبهم من الرجال الافارقة والشفقه على المرأة الافريقية المغلوبة على أمرها وهذا يعكس الى اى مدى تلعب الاجهزة الاعلامية فى اوربا دورا سلبيا فى عكس صورة المرأة الافريقية والتى غالبا مايتم تناول قضاياها بصورة مبتورة ،حتى فى تناول بعض المنظمات العاملة فى قضايا التنمية فتصور بانها دائما ماتكون حبلى وحولها اطفال يمرح الذباب فى وجوهم المتسخة وفى الغالب فى حالة عمل مجهد ومضنى ويتم تصوير الرجل الافريقى وهو يجلس مرتاحا او يلعب الورق. هذه الصورة ترمى بظلالها السلبية فى اغلب الاحيان على حياة النساء الافريقيات المهاجرات. قد تكون هذه الصور تعكس بشكل او آخر واقع معاش فعلا فى بلادنا الافريقية ولكن عسكها فقط بهذا الوجه السالب وإغفال الدور الذى تلعبه المنظمات الغربية فى هذا الشأن هو مايدعو الى التحفظ، اذ من النادر عكس الوجه الايجابى للنساء الافريقيات وحركاتهن
[2]
ان كانت المرأة الافريقية تعانى من انتهاك روحها وجسدها من خلال هذه الموس الصدئية فانها تعانى ايضا ويلات الحروب وتدفع غاليا ثمن استغلال موارد بلادها سوى داخليا او عالميا، فالقضايا لاتتجزأ خاصة اذا ارتبطت بحقوق الانسان، فحقها فى الحياة الكريمة يضمن لها ان ترفع صوتها بان تقول لا... لا اريد لابنتى ان تؤذى.
المحزن ان بعض النساء الافريقيات يتغمسن ذات الرؤية دون الارتكاز على واقعنا وخلفياته وكثيرا ما اتساءل عن جدوى القيامة فى هذا الامر بعيدا عن مسرح الاحداث وبعيدا عن النساء المعنيات بالامر. هذا لايعنى افتراض ضدى لمعالجة هذا الامر فيما يخص {طفلاتنا} فى المهجر ولكن الملاحظ ايضا ان المعالجة تتم دون مراعاة الوضع الذى تعيشه هذه الاسر المهاجرة، فكيف يمكن اقناع سيدة مهاجرة ان لاتفعل ذلك ولم تتم مناقشتها حول وضعها القانونى فى البلد المحدد، ان كانت تعمل، هل هناك امكانيات لتعلم لغة البلد المضيف؟ هل يراعى صوتها فى صناعة سياسة { الاندماج}، هذه الاوضاع لايمكن فصلها ابدا فى حالة معالجة هذا الوضع فى بلاد المهجر.


اتاحت لى ظروف اهتماماتى البحثية مراقبة ومتابعة بعض البرامج التلفزيونية وكنت قد شاهدت فى قناة اوروبية { أرتىٌِ}
[3] برنامجا عن هذه العادة فى المهجر باستثناء متحدثة واحدة تعيش فى المانيا وترجع جزروها الى السنغال تبنت مجموعة المتحدثات ذات المنهج الذى اراده معد/ة ومخرج البرنامج.
فى برنامج ترف كلتور} النمساوى تم استضافة الصومالية عارضة الازياء واريس درى والتى كتبت عدة كتب عن هذا الموضوع وارنكزت على تجربتها وعممتها فى الغالب على نساء القرن الافريقى ورمت باللوم كله على الرجل الافريقى الذى يضطهد المرأة ويريدها مختونة،فحين يضطهد الرجل المرأة نتيجة لاضطهاده ايضا من قبل سلطة أعلى يديرها أيضا رجال، فلايمكن الحديث عن إضطهاد المرأة بعيدا عن الوضع الطبقى فالنوع وحده ليس كافيا ليكون سببا لهذا الاضطهاد وإنما تلعب عوامل أخرى تتشابك مع بعضها البعض، عامل الوضع الاقتصادى والسياسى، الفقر قضية مشتركة بين النساء والرجال فى بلاد افريقية موغلة فى فقرها.
كتابات ولقاءات اعلامية تجافى الحقائق ولم تستند على حقائق علمية او احصاءات ومراجع اذ انى فى بحثى لم اجد اى مرجع كان الرجل الافريقى محوره فى هذا الموضوع لمعرفة رأيه وتحليله بشكل علمى وكانت اى واريس درى والتى تم اختيارها سفيرة للنوايا الحسنه لمحاربتها لهذه العادة، قد قامت باجراء حوار معى عن طريق دار النشرالتى تتبنى نشر كتبها ووافقت على اجراء الحوار واشترطت ان يتم ارساله لى قبل نشره وقد تم ذلك بالفعل الا ان ارائى التى ذكرتها تم تعميمها الشىء الذى ازعجنى ورقضت نشره مالم يعدل كما ارغب ومازلت احتقظ بكل المكاتبات وتأخر نشر الكتاب
[4] بسبب رفضى لعدة تعديلات تحمل فى طيأتها رسائل غير التى اريدها وفى النهاية تم مااردته. اردت ان اؤكد بسرد هذه الحادثة الى ان مواقفنا من هذه القضايا تتناين وتختلف حتى داخل المجموعات الافريقية الناشطة فى هذا المجال وهذا كان حافزا آخرا لاركز على الجانب الاكاديمى ومحاولة ربطه بالواقع.
فى عام 1998 وبمناسبة يوم المرأة العالمى استضافتنى القناة الرئيسة للتلفزيون النمساوى
[5]
قلت ارائى ومواقفى من هذه العادة السئية وسجلت اعتراضى على الطريقة التى يتم تناول هذا الموضوع والتشريح القاسى الذى ينالنا منه كثيرا من الاذى النفسى والصور التى تبث تتجاهل كثيرا من الحقائق، لم تكن الصحفية راضية عن ماقلت وحاولت بوسائل عدة ان تقنعنى بشكل او بآخر لتبنى وجهات نظرها ، حتى الطريقة التى حاورتنى بها لايمكن فصلها عن {نظرية المركزية الاوربية} فى التعامل مع الآخر خاصة اذا كان هذا الآخر من اصل افريقى وفوق ذلك إمرأة ومختونة... كل الموبقات مجتمعة فى النساء الافريقيات وكفيلة بالدعوة لتشريحهن. حين بث البرنامج لم يبث الا موقفى المعترض من هذه العملية اما موقفى وانتقادى لبعض المعالجات لم يكن مهما. هذا يعكس ايضا التناقض التى تعيشة بعض الناشطات الاروبيات فى تناولهن لقضايا المرأة فى العالم النامى عموما، يحكين عن التضامن وينادين بان ترفع المرأة الافريقية صوتها وحين نفعل يعلو صوتهن على صوتنا. وهنا يقفز السؤال حادا حول الكيفية التى ترفع بها المرأة الافريقية صوتها الذى لن يرتفع الا وفقا لمعطياته وحركة تحولات البنية التى ترتكز عليها. ثم يأتى بعد ذلك الحديث حول التضامن وخلق {لوبى} عالمى وذلك فى إطار يحترم رؤيتنا وقد نجحت بعض النساء الافريقيات فى ترسيخ رؤيتهن حول كثير من القضايا بدء من قضايا {الجندر} وامكانيات تعزيز المرأة
فيما لايقل عن مائة محاضرة وورشة عمل او حوارات تلفزيونية او اذاعية او حوارات فى صحف او مجلات قدمتها خلال فترة اقامتى لاحظت ان التعامل يتم مع المرأة الافريقية كذات وليس كموضوع يتم تناوله بتشخيص وتشريح مستمر فى جسدها وروحها وكنت اتفاجأ مرات حين يسألنى احدى الحضور ما اذا كانت المرأة الافريقية المختونة تستمتع بالجنس. بالطبع من حقهن الاستمتاع بالحياة الجنسية ولكن حقهن الاعظم ان يعرفن ان ، لب القضية هو الفقر والجهل والمرض الذى يسحق افريقيا وإنسانها رغم مواردها ومصادرها ويؤثر بشكل مباشر على النساء والرجال معا.
كان الحديث عن قطع الشفرين الكبيرين والصغيرين والبظر يثير الهلع فى عيون الاوربيات واحيانا شىء اشبه بالقرف وكنت غالبا ما اطرح السؤال فى محاولة لايجاد مخرج علمى وموضوعى لقضية الختان، كنت اجاوب على هذا الهلع بسؤال آخر ولكنه لاينفصل عن محاربة هذه العادة بل هو أسه، ان اكبر شفرين فى العالم هما شفرى الفقر ووجب علينا قطعهما، حين تجد المرأة مدرسة ومستشفى ومساحة حرية تعبر فيها عن رأيها واحتياجاتها وعن حقوقها الصحية حينها فقط يمكن ان يتحقق الامل فى القضاء على ختان البنات. واتساءل لماذا لايبدو هذا الهلع سافرا حين يموت إنسان أفريقيا بالجوع والحروب.

فى عام 2000 قدمت مشروعا لتمويله حول قضايا الصحة الانجابية لدى المرأة الافريقية والعربية المهاجرة بفيينا، كانت المسئولة حريصة على تمويل الدراسة فى حالة تركيزها على الختان ومن جانبى رفضت ذلك رفضا قاطعا ليس لعدم اهمية الموضوع ولكنى رأيت ان موضوع الصحة الانجابية وحقوق المهاجرات فى هذه البلاد يشمل ايضا موضوع الختان بل ويتناول قضاياهن بشكل اوسع وكنت قد احتجت لاكثر من عام لاجد تمويلا لهذا المشروع اذ إنى لاحظت من اول دراسة قمت بها عن مشاكل الاندماج لدى المرأة الافريقية بفيينا فى عام 1998 كانت هناك نقاط مثيرة للبحث دونتها فى كراسة جانبية كان من ضمنها موضوع الصحة الانجابية. نتائج الدراسة كانت محزنة اذ ان الوضع الذى تعيشه نسبة كبيرة من المبحوثات تعانى من امراض مختلفة وبعضهن لاتعرف حقوقها الصحية نسبة لعدم معرفتها للغة وتعانى التمييز ومن المدهش ان التمييز يحدث غالبا من عاملات النظافة المهاجرات من يوغسلافيا القديمة. فى موضوع الختان ونتيجة لتحليل المادة التى جمعتها هناك نسبة بسيطة تنوى ختان بناتها حين العودة فى الاجازة. نتائج الدراسة اتتنى بمعلومة كانت جديدة تماما بالنسبة لى مثلا فى رواندا ووفقا للمادة المجموعة منهن اثناء البحث بانه فى فترة الطفولة يتم مط الشفرين ويتم ذلك للبنات فى سن صغيرة وهو يسبب الما فادحا والهدف من ذلك ان ارتخاء الشفرين يسبب متعة للرجل. الخلاصة هو ان جسد المرأة يتم تشريحه وفقا لابجديات ترويضه ليكون اداة متعة فى حالة رواند مط الشفرين وفى السودان وبلاد اخرى فى افريقيا قطعهما لتقليل الشهوة عند المرأة وهذا لايختلف عن حزام العفة الذى مورس ضد المرأة الاوربية فى ازمنة غابرة وقد نجحت المرأة بمناصرة المؤمنين والمؤمنات بحقها فى الحياة الكريمة من التخلص من حزام العفة وعليه يبقى من حقنا ايضا التخلص من هذه العادة وهذا يحتاج بالطبع لمناصرة ودعم الا انه ينبغى مراعاة الخلفية الثقافية والاجتماعية والابعاد الاقتصادية والسياسية لهذه العادة. فالقابلة التى تقوم بحرث شفاه خصوبة البنات لايمكن ان تكف عن ذلك مالم يتوفر لها مصدر دخل بديل تصاحبه توعية مستمرة ويتم دعمها بالقانون.
كثير من الدول الاوربية سنت قانونا صارما ضد الختان وقد طرحت وجهة نظرى المختلفة فى اكثر من منبر وهو ان القانون وحدة لايقضى على هذه العادة وان الحقوق لاتتجزأ، فاللمرأة المهاجرة حقوق لاتنفصل عن الحق فى محاربة الختان، من حقها العمل ان ارادت، من حقها الحصول على الاقامة والتجنس وتعليم اللغة وتوعيتها بحقوقها فى البلد المضيف والمشاركة برأيها حول سياسات الاندماج، من حقها ان تعمل بحجاب او من غير حجاب. ان وضع اى تروس امام هذه الحقوق المشروعة اعتبره نوعا آخر من الختان هو ختان الذات. وبالتالى تتعرض المرأة الافريقية المهاجره الى نوع آخر من الختان
نظرة العطف تسلب العديد منهن القدرة على تغيير نفسها بنفسها وذلك يتم عن طريق معرفة حقوقها كاملة، نحن بحاجة الى خلق لوبى وتضامن ولكن ينبغى خلق هذا وفقا لاحتياجاتنا ومراعاة رؤيتنا في هذه القضايا وقد شددت على ذلك فى محاضرة
[6] حول تحرر النساء وكان سؤالى الذى انطلقت منه محاضرتى هل نحس كنساء باننا تحررنا؟ ومن ماذا؟ ولماذا؟ هل تحس المرأة منا بتحررها وهناك بشر فى بقعة ما فى هذه الارض يعانون الاضطهاد؟ الم نساهم بشكل او بآخر فى وضعيتهم؟
}Ishraga M. Hamid stellte zu Beginn des ersten Symposiumstages die Frage, ob die Emanzipation der Frau auf Kosten der Unterdrückung von benachteiligten Frauen geschehen kann. Eine Bemerkung, die den Verlauf des gesamten Symposiums wesentlich beeinflusste. Das eigene Ich stand damit im Mittelpunkt und es ging um die Auseinandersetzung mit Machtpositionen, die Offenlegung von Rassismen und das Aufspüren von Wegen der Zusammenarbeit
[7]{
هل نحس بتحررنا وهناك امرأة فى الهند واطفال يعملون عشرات الساعات فى النسيج الذى يصدر اغلبه الى اروبا وهم يرزحون تحت نيران الفقر؟ او نساء افريقيات يعملن فى حقول القهوة والكاكو وتحت هجير شمس لاترحم؟ هل نتذوق مرارتهن فى القهوة التى نحتسيها كل صباح؟ كانت هذه الاسئلة دبابيس قاسية تمهد لطريقة افضل نفهم بها بعضنا البعض وان نبنى قيما للتسامح نشارك فى وضعها معا وان لا تكون مجرد شعارات جوفاء لاقيمة لها. كانت الاسئلة هذه بمثابة مواجهة مع الذات ومع الآخر والشىء الذى حدد لحد كبير مسار تلك الندوة كما موضح اعلاه من ملاحظات المشاركات والمنظمات.

ان الاولويات والتى يمكن تمويلها من المانحين تركزت فى الفترة الاخيرة على محاربة الختان، كم من المشاريع مولت ضد الختان وان نسأل السؤال بشكل مغاير كم مشروعا يتم تمويله حول ثقافة السلام او حماية البيئة مقارنه بالختان. هل يمكن محاربتة بمعزل عن ثقافة السلام الاجتماعى فى السودان؟ إنها اسئلة تفتح شهية البحث والتحليل.
كيف يكون المدخل لامرأة افريقية تعمل اكثر من خمسة عشر ساعة للحصول على المياه اوتعمل فى الحقل تحت هجير الشمس وتشرب ماء متسخا ومصابة بعدة امراض اولها البلهارسيا والملاريا والتايفود،
كيف يكن تحت هذه الظروف محاربة هذه العادة الذميمة؟ اى لغة ينبغى استخدامها؟ هل التسميات المختلفة للختان وربطه بالعنف والتشوية الجسدى من ابتكارتنا كنساء افريقيات؟ رغم قناعاتى الراسخة ضد الختان وضد كل مايؤذى المرأة الا ان هنام سؤال آخر يبنغى مواجهته، ماذا اذا قالت لنا امرأة مختونه فى قرية نائية فى السودان بانها لاترى فى الامر عنفا وانما {عفة وصوناْ للمرأة}، هل سوف تسمعنا ان لم نراعى اللغة التى نستخدها ومحاولة لخلق لغة مبسطة مشتركة لاتصيبها بالصدمة ولاتزحزحنا عن موقفنا الثابت ضد الختان.

القضاء على هذه العادة لايأتى بقرار سياسى فوقى وانما بانخراط النساء المعنيات فى صيروة وجودهن والاعتراف بحقهن فى الحياة الكريمة واندماجهن فى قضايا التنمية وان اول الطريق يبدأ من انتزاع حقوقنا السياسية، فحق الاكل والشرب، التعليم والصحة المدخل الاولى لهذه الحقوق، لانحتاج ان نحكى بلغة الكتب مع نساء لايستطعن فك الحرف، اللغة الفوقية التى خلقت فجوة شاسعة على كل الاصعدة بدء من الحكومة مرورا بالاحزاب وانتهاء بالحركات النسوية وهذا موضوع آخر ساتطرق له فى مقال آتى.
اندماج هؤلاء النساء فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية يمهد الطريق لطرح كثير من القضايا ومحاربة العديد من العادات الضاره، اول الدرب يبدأ من التحرر من ربقة الجهل والفقر ولن يتم ذلك الا باشتراك النساء انفسهن فى صنع القرارات المصيرية دون فرض او وصايا.




مراجع لمزيد من الاستفادة:


1. Richter, Gritt, Stop FGM - proposals for change,2001
2. Abdel Halim, Asma Mohamed, Rituals and angels: Female circumcision and the case of Sudan, 1995,
3. Abdel Halim, Asma Mohamed, Sudanese women in the United States: the double problem of gender and culture, Mellen Press, Lewiston, 2006
4. From basic needs to basic rights ; S.249-266, I A 1579, Schuler, Margaret
5. Mandour, Iman, The politics of FGM in Egypt, Isis Women's International Crosscultural Exchange, 1998
6. Charvat, Katharina, African problem means global problem, Wien, Univ., Diplomarb., 2001
7. Dirie, Waris ,Schmerzenkinder, . - Berlin : Ullstein, 2006, Ungekürzte Ausg., 1. Aufl.
8. Dirie Warise , Wüsntenblumen, Ullstein, 2004, 15, Aufl



بعض البحوث التى قمت بها بشأن المرأة الافريقية المهاجرة {جميعها كتبت باللغة الالمانية}

Frauensolidarität (Austrian NGO for women in development) (2000- 2001)
Project development and management for research on reproductive health for the public administration's Office for Women's Health of the City of Vienna's (2000 - 2001)
Project idea and project manager of a UNESCO school project (Fatima Bit el Khatab School for Girls and at a Business School in Vienna) called "Environmental Conservation Calls for More Than Just Solidarity", Vienna 2001-2002
Project development and management: Women on the Run in Sudan, on the situation of internal refugee women, in cooperation with a women's organization in Sudan and supported by several Austrian NGOs 2003
Project emplemtion: Empowerment Strategy among Afro- Austrian Childern in Vienna 2004
ُEmpowering Community:gegen FGM and earlier marriage , Sudan 2006
يكمن الحصول فى هذه الصفحات والتى فى أغلبها الاعم باللغة الالمانية عن بعض ما اشرت له فى ندوات مختلفة من تحديد موقفى الواضح من العديد من القضايا ومن ضمنها القضية موضوع المقال

http://www.afrikanet.info/index.php?option=com_content&task=view&id=598&Itemid=2
http://www.google.de/search?q=Ishraga+M.+Hamid&hl=de&start=50&sa=N
http://www.google.de/search?hl=de&q=Ishraga+Hamid&btnG=Suche&meta=
http://www.google.de/search?q=Ishraga+Mustafa&hl=de&start=20&sa=N
http://www.prairie.at/ressorts/stadt_land/artikel/20031018092318/

http://igkultur.at/igkultur/kulturrisse/1086766500/1086766736

[1] http://www.kupf.at/index.php?sid=596


[1] هذا المقال جزء من كتاب يحمل عنوان بين ختان وانعتاق الذات، اقوم فيه بتحليل المواد التى جمعتها واركز على بعض ماكتب فى هذا الموضوع
[2] ينبغى الاشارة الى ان هذا المقال ماهو الا مسودة لبحث ظل يشغلنى من سنين طويلة واسعى لتطويرها وتحليل عينة من المواد التى تناولت هذا الموضوع ومقارنتها بالواضيع الاخرى التى تهم الشأن الافريقى النسوى وكذلك الاشارة الى التباين فى طرق المعالجة وذلك وفقا للكاتبة وخلفياتها الثقافية ، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية
[3] ART
[4] Dirie, Waris ,Schmerzenkinder, . - Berlin : UDirie Warise , Wüsntenblumen, Ullstein, 2004, 15, Aufl

[5] ORF 2
[6] Freitag, 24. Oktober 200316.00 Begr?16.30 Panel: Interkulturelle Kulturarbeit und
Gendermainstreaming in Kulturinitiativen
http://www.prairie.at/ressorts/stadt_land/artikel/20031018092318/

http://igkultur.at/igkultur/kulturrisse/1086766500/1086766736

[7] http://www.kupf.at/index.php?sid=596


ليست هناك تعليقات: